عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران” رواه البخاري.
ولما كان لحفظ القرآن العظيم وتلاوته هذا الفضل العظيم، فإننا نذكِّر إخواننا ببعض القواعد العامة التي تساعدهم في حفظ القرآن لينالوا هذه المنزلة الكريمة، وما لا يدرك كله فلا يُترك جلُّه.
1- الإخلاص، واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع إليه أن يلزم قلبك حفظ كتابه والعمل به على الوجه الذي يرضيه عنك، واعمل بأمر الله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) [سورة البقرة].
2- العزيمة الصادقة: ويعينك على هذه العزيمة الصادقة معرفتك لعظمة القرآن ومكانة أهله، والفضل الجزيل لقارئه ومستمعه.
3- تصحيح النطق والقراءة: لا بد من تصحيح النطق بالقرآن، ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن، والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي، فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب لسانًا من جبريل شفاهة، وكذلك علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه شفاهًا ثم سمعه منهم.
4- تحديد نسبة الحفظ كل يوم، ولا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تمامًا.
5- حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك: فالحافظ إذا غيَّر مصحفه الذي يحفظ فيه، أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فإن حفظه يتشتت، ويصعب عليه الحفظ.
6- الفهم طريق الحفظ: تفهّم معنى الآية قبل حفظها ولو رجعت إلى بعض التفاسير المختصرة لكان أفضل وأجدى.
7- التسميع والمتابعة الدائمة: يختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من الشعر أو النثر، وذلك أن القرآن سريع الهروب من الذهن، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك: (تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيًا من الإبل في عقلها) [متفق عليه].
8- العناية بالمتشابهات: القرآن متشابه في ألفاظه وآياته، وإذا كان القرآن فيه نحو ستة آلاف آية ونيف فإن هناك نحوًا من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما قد يصل أحيانًا حد التطابق أو الاختلاف في حرف واحد، أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر. لذلك يجب على قارئ القرآن المجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات من الآيات، وعلى مدى العناية بهذا المتشابه تكون إجادة الحفظ.
9- احذر الحماس الزائد: لا تتحمس بشكل زائد للحفظ في البداية؛ لأن هذا يجعلك تحفظ كثيرًا دون إتقان، ثم تجد نفسك بعدها غير متقن فيصيبك الفتور.
10- استمع كثيرًا للقرآن الكريم، خاصة في الأجزاء التي تحفظها، وذلك عند كل فرصة تسنح لك وقبل النوم، فإن كثرة الاستماع تساعد كثيرًا على تثبيت الحفظ كما هو معلوم.
[منقول باختصار]